استهداف النمط الاستهلاكي

اخطر واهم وسائل الغزو الثقافي والفكري والتأثير الحضاري، لانه يستهدف اعادة تنميط حياة الناس وفقاً لما يقرره ويتمناه الاخر القوي والمؤثر ولانه يحدث تلقائيا او عفوياً (بصورة) يصعب تحسسه او استشعاره لانه يكون غالبا مغلفا ومستبطناً في كل اشكال والوان الدعاية والاعلان بسطوتهما الخلابة والمؤثرة.. وتكون خلفه دائماً مؤسسات واجهزة حاذقة تعمل طوال الوقت حتى تمهد الطريق وتمشطه لبلوغ الاسواق للهيمنة والتحكم فيها واستلاب الشعوب لتوجيه رغباتها واذواقها ويتم ذلك عبر خطوات مدروسة لتهيئتها لتقبل (الجديد) المستهلك ليكون الخيار المفضل وهكذا تتأسس علاقات التبعية وتكتمل شروطها.. فينساق الناس كالسوائم خلف رغباتهم وتفضيلاتهم الجديدة اما تأثراً وافتنانا واما استغفالاً واستدراجاً بذرائع التحديث واخيرا العولمة وهكذا تجد الشعوب انها قد ذهبت بعيداً عن مكامن اصالتها وموروثاتها وانماطها الاستهلاكية سادرة في غياهب الغربة عن (الذات) فاقدة الاتجاه والاتزان تماماً مثل حكاية الغراب الذي لم يستطع ان يقلد مشية الطاؤوس كما لم يتمكن من العودة الى مشيته القديمة فانظر الى اكوام واكداس المعلبات والقناني والصناديق واطنان المواد المسرطنة فيها واستدعى الذاكرة البعيدة لترى ما حل بالعصيدة والكسرة والقراصة في سلم الحاجات وتأمل.

مدير عدد الرسائل : 1761 تاريخ التسجيل : 14/11/2007

merciiiii