حدث ذات ... منتدى .... ( بقلمي )

في مكان ٍ لم يكن ، في زمان ما طلعت عليه
الشمس ، جرت أحداث لم تحصل..
ولدت ذكريات قبل أن تتشكّل أحداثها ..

هناك عبر شاشة باردة التقيا فجرت الحرارة
في قلبين متباعدين ظنّا أنهما خارج المكان و الزمان ..

اقتحم خلوتها .. لاحقها .. حدّثها كما لم
يحدّثها أحد من قبل فاستجابت مندهشة من ذاتها ..
من نفسها التي لم تستجب يوماً .. استجابت ..
وسرى في أوردتها دفء الحنان وفي قلبها
خفقان الحب ..

شاركته أحزانه و شاركها الأمل ..
عانقت طموحه وأعطاها الأمان ..

... و مضت الليالي و كل ليلة منها بألف ..
عرفا فيها كل أنواع المشاعر : الحب و الغيرة ،
الفراق و اللقاء ، وكل ما في الغرام من احاسيس
لا تُفَسَّر ..

كم التقيا .. و كم بثّها الشوق .. كم أحبّها
حتى شعرت أنّ الدنيا كلها لحظة حب و نظرة ..
من عينيه ...

حين يبتسم كانت الدنيا تفتح شفتيها ..
و حين يحزن ، كانت تقطّب جبينها ..

نما الحب حتى ما عاد في القلب طاقة تحتمل ..
غدا الحب اكبر من أي شيء .. من سعادتها ..
من طموحها .. اهم من حياتها و من دنياها ..

آخت الآلة الجامدة و اتّحدت مع لوحة الحروف .. أمنت الحب في عينيه . . و صدقّت الثقة في كلامه ..

و تتالت عليه المحن فساندته .. اختفى ايّاماً
من المنتدى فانتظرته .. كان يترك لها رسالة
بين يوم و آخر .. لا جديد فيها .. فقط :
"لا تقلقي .. انا بخير " ...
تراسله فلا يرد .. تسأله فلا يجيب ..
تطلب رقم هاتفه فلا يستجيب ..
حاولت و حاولت و لكن بلا جدوى ...

و عاد من جديد .. فالتقيا كأن شيئاً لم يكن ..
بلا عتاب ..بلا شكوى..تناسيت كل ما مر بها
من ألم .. و عاشت الأمان من جديد.

ثم غاب من جديد .. أيّاماً أخرى ، بعيداً
عن المنتدى فزاد احتراقها ..
ترى ؟ أين هو ؟؟
عاشت العذاب .. عاشت ليالي الفراق ..
و أمضت أياماً لا تقفل " الماسنجر" فقط لتطمئن عنه ..
و لكن .. . بلا جدوى .

و اختارت منتدى آخر .. علّها تبعد قليلاً
عن مشاعر القلق فكل ما في المكان هنا يزيدها
اشتعالاً .. و لكن .. ماذا ترى ؟؟ قصيدته التي
كتبها لها .. . في منتدى آخر .. لا شك أن أحدهم
سرقها .. سجلت نفسها كعضو... و قرأت الردود ..
النفـَس نفـَسه .. الخطوط خطوطه .. الصورة صورته .. الحزن حزنه .. إنّه هو .. هناك .. في منتدى آخر
ينسج قصة أخرى مع فاتنة أخرى تناجيه .. تناديه ..
تتدلّل عليه .. توّجها على عرشه أميرة في مكان ظنّ
أنّها لن تصل اليه ..

و بعد أيام .. عاد اليها كأنّ شيئاً لم يكن ...
يعاتبها لأنها لم تسأل .. و يقول : " حبيبتي ..
أنسيتني ؟ "

و همت بالجواب لكن .. أنامل يدها اليمنى كانت أسرع .. امتدت الى فأرة الحاسوب ..
اختارت الحظر و الالغاء ... ثم مضت بهدوء ..
بلا عتاب ...

بقلمي


http://cdnll.img1.imagechef.com/w/071130/samp2101cca94859d499.jpg

merci

شكرا